حادية اولي الفهم في نظم حلية طالب العلم
صفحة 1 من اصل 1
حادية اولي الفهم في نظم حلية طالب العلم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
1.ذَاتُ الوِشَاحِ تَغَنَّتْ وانْثَنَتْ طَرَبَا***وَأَشْغَلَتْكَ بِلَحْظٍ يَشْتَكِيْ التَّعَبَا
2.فَبِتَّ تَشْرَبُ مِنْ كَأْسِ الهَوَىْ جَذِلاً***حَتَّى سَكِرْتَ فَجُزْتَ النَّجْمَ وَالشُّهُبَا
3.فِيْ سَكْرَةِ العِشْقِ لَمْ تَبْرَحْ تَغُوْصُ بِهَا***فَأَسْلَمَتْكَ بِوَادِ الخِزْيِ مُنْقَلِبَا
4.لَمْ تَعْشَقِ المَجْدَ لَمْ تَكْلُّفْ بِطَلْبَتِهِ***وَلَوْ فَعَلْتَ لَحُزْتَ العِزَّ وَالحَسَبَا
5.وَالعِلْمُ أَثْمَنُ شَيٍّء أَنْتَ حَامِلُهُ***لَوْ كُنْتَ تُنْصِفُ فَاقَ الدُرَّ وَالذَّهَبَا
6.وَهَذِهِ حِلْيَةٌ قَدْ جِئْتُ أَنْظُمُهُا***قَدْ سُقْتُهَا بِلَطِيْفِ القَوْلِ مُحْتَسِبَا
7.فِيْ ثَوْبِ مُنْتَظِمٍ عَنْ خَيْرِ مُنْتَثَرٍ***مِمَّا تَتَبَّعَهُ الشَّيْخُ الَّذِيْ نَجَبَا
فَصْلٌ فِيْ أَدَبِ الطَّالِبِ فِيْ نَفْسِّهِ
8.أَصْلُ الأُصُوْلِ هُوَ الإِخْلاَصُ فَاجْتَهِدَنْ***وَجَرِّدِ القَلْبَ لِلْمَوْلَى تَنَلْ إِرَبَا
9.وَعالِجِ النَّفْسَ وَاحْمِلْهَا وَإِنْ كَرِهَتْ***وَابْذُلْ لِنَيْلِ مَقَامَاتِ العُلاَ سَبَبَا
10.لاَزِمْ مُرَاقَبَةَ المَوْلَى وَخَشْيَتَهُ***وَارْجِعْ لِرَبِكَ وَاسْتَعْصِمْ بِهِ هَرَبَا
11.بَلْ ( خَشْيَةُ اللهِ أَصْلُ العِلْمِ ) قَدْ أُثِرَتْ***هَذِيْ المَقُوْلَةُ عَمَّنْ أَحْرَزَ الرُّتَبَا
12.أَعْنِيِ ابْنَ حَنْبَلَ مَنْ فَاقَتْ مَنَاقِبُهُ***نَجْمُ السَّمَاءِ وَنَجْمُ الشَّيْخِ مَا غَرَبَا
13.وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ وَانْبِذْ كُلَّ دَاعِيَةٍ***لِلْكِبْرِيَاءِ وَأَلْزِمْ نَفْسَّكَ الأَدَبَا
14.وَالحِلْمَ وَالصَّبْرَ مَعْ حُسْنِ الوَقَارِ وَكُنْ***مَعَ التَّوَاضُعِ لِلإِخْلاَصِ مُنْتَسِبَا
15.وَلْتَحْذَرِ العُجْبَ مِنْ أَدْنَى دَقَائِقِهِ***حَتَّى مِنَ المَشْيِّ أَنْ تَرْمِى بِهِ طَرَبَا
16.وَلْتَحْبِسِ النَّفْسَ عَنْ حُبِّ الظُهُوْرِ فَمَنْ***أَصَابَهُ ذَاكَ حَازَ الخِّزْيَّ وَالتَّعَبَا
17.وَالزُّهْدَ فَالْزَمْهُ فَالزُّهَادُ رَايَتُهُمْ***خَيْرُ البَيَارِقِ إِنْ كُلٌّ لهَاَ نَصَبَا
18.وَاتْرُكْ مُطَارَدَةَ الدِّيْنَارِ وَا عَجَبًا***مِمَّنْ يُتَابِعْ مَا يُرْدِيِهِ وَا عَجَبَا
19.وَكُنْ عَلَىْ سَمْتِ أَهْلِ العِلْمِ مُهْتَدِيًا***بِهَدْيِهِمْ وَاتْرُكِ التَّضْيِيْعَ وَاللَّعِبَا
20.لاَ تُدْمِنَنَّ مُزَاحًا فَهْوَ مَنْقَصَةٌ***فَكَمْ مِنَ الشَّرِ وَالأَحْزَانِ قَدْ جَلَبَا
21.مَنْ يُكْثِرِ الشَّيْءَ يُجْعَلْ مِنْ خَصَائِصِهِ***بِئْسَ الَّذِيْ لِخِصَالِ السُّخْفِ قَدْ نُسِبَا
22.وَإِنَّمَا يُسْتَجَازُ المَزْحُ مُقْتَرِنًا***بِالسَّمْتِ وَالظَّرْفِ لاَ مِنْهُنَّ قَدْ سُلِبَا
23.أَفْشِ السَّلامَ وَلاَ تَبْطَرْ وَبُشَّ لِمَنْ***تَلْقَاهُ لاَ تَمْشِ بِالوَجْهِ الَّذِيْ شُحِبَا
24.قِفْ لِلْحُقُوْقِ وَلاَ تَأْنَفْ وَكُنْ رَجُلاً***فِيْ الحَقِّ لاَ تَغْشَ بَعْدَ العِفَّةِ الرِّيَبَا
25.وَاهْجُرْ تَنَعُّمَ أَهْلِ الزَّيْفِ تِلْكَ حُلَىً***تُؤَنِّثُ الطَبْعَ تُرْخِيْ الحِسَّ وَالعَصَبَا
26.مِنَ الْلِّبَاسِ تَزَيَّنْ وَلْتَكُنْ وَسَطًا***لاَ جَالِبًا سُخْطًا لاَ مُظْهِرًا كَذِبَا
27.لاَ تَجْلِسَنَّ بِنَادٍ فِيْهِ مَفْسَدَةٌ***وَارْفَعْ مَقَامَكَ أَنْ تَغْشَى بِهِ العَطَبَا
28.صُنْ مَا اكْتَسَبْتَ عَنِ الهَيْشَاتِ وَاجْتَهِدَنْ***فِيْ حِفْظِ نَفْسِكَ عَمَّا يُذْهِبُ الأَدَبَا
29.تَأَمَّلِ الأَمْرَ تُدْرِكْ لاَ تَكُنْ عَجِلاً***وَلِلْعِبَارَةِ حَرِّرْ ذَاكَ قَدْ وَجَبَا
فَصْلُ كَيْفِيَّةِ الطَّلَبِ وَالتَّلَقِّيْ
30- يَا مَنْ سَلَكْتَ طَرِيْقَ العِلْمِ مُجْتَهِدًا***فَلْتَسْتَمِعْ إِنْ أَرَدْتَ البَحْثَ وَالطَّلَبَا
31- خُذْ بِالأُصُوْلِ وَأَتْقِنْهَا فَإِنْ ثَبَتَتْ***فَقَدْ ضَرَبْتَ بِأَطْرَافِ العُلَا طَنَبَا
32- وَابْدَأْ بِمُخْتَصَرٍ وَاحْفَظْهُ مُعْتَنِيًا***بِضَبْطِهِ عِنْدَ شَيْخٍ فِيْ العُلَا رَغِبَا
33- لَا تَشْتَغِلْ بِتَفَارِيْقَ مُطَوَّلَةٍ***وَأَنْتَ لَمْ تُتْقِنِ الفَنَّ الَّذِيْ وَجَبَا
34- لَا تَنْتَقِلْ دُوْنَ مَا يَدْعُوْ لِمُخْتَصَرٍ***مِنْ بَعْدِ آخَرَ لَنْ تَكْسَبَ سِوَىْ نَصَبَا
35- قَيِّدْ فَوَائِدَ أَهْلِ العِلْمِ مُقْتَنِصًا***وَبِالضَّوَابِطِ فَاجْمَعْ كُلَّ مَا صَعُبَا
36- عَلَى طَرِيْقَةِ أَهْلِ العِلْمِ فَاعْنَ بِهَا***فَهَيْ الصِّرَاطُ لِبَاغِيْ العِلْمِ قَدْ ضُرِبَا
37- فَقَدْ تَدَّرَجَ أَهْلُ العِلْمِ فِيْ كُتُبٍ***فَخُذْ بِمَا دَرَسُوْا أَنْعِمْ بِهَا كُتُبَا
38- فَفِيْ البِدَايَةِ فِيْ التَّوْحِيْدِ خُذْ مَثَلًا***مَتْنَ الأُصُوْلِ لِشَيْخٍ أَحْرَزَ الرُّتُبَا
39- ثُمَّ القَوَاعِدَ ثُمَّ الكَشْفَ بَعْدَهُمَا***خُذْ مِنْ نَصِيْبِكَ فِي التَّوْحِيْدِ مَا وَجَبَا
40- وَفِيْ الصِّفَاتِ فَخُذْ عَقِيْدَةً كُتِبَتْ***لأَهْلِ وَاسِطَ فَهْيَ العَذْبُ مُنْسَكِبَا
41- ثُمَّ اسْتَمِرَّ بِكُتْبِ الشَّيْخِ فِيْ صَعَدٍ***مُسْتَبْطِئًا لَا تَكُنْ فِيْ العِلْمِ مُضْطَرِبَا
42- وَالنَّحْوَ مِنْ مُلْحَةِ الإِعْرَابِ تَبْدَأُهُ***وَقَدْ يُرِيْدُ فَتًى لِلْفَهْمِ مُنْتَدَبَا
43- وَالقَطْرَ لابْنِ هِشَامٍ وَالشُّرُوْحَ عَلَىْ***أَلْفِيَّةٍ سَلَكَتْ فِيْ بَابِهَا سَرَبَا
44- قَوِّمْ لِسَانَكَ بِالإِعْرَابِ وَاجْتَهِدَنْ***فَالْلَّحْنُ يُشْبِهُ فِيْ إِعْدَاءِهِ الجَرِبَا
45- وَفِيْ الحَدِيْثِ بِمَتْنِ الأَرْبَعِيْنَ فَإِنْ***حَفِظْتَهَا فَامْلأَنْ بِالعُمْدَةِ السَّغَبَا
46- أَمَّا البُلُوْغُ فَأتْقِنْ حِفْظَهُ أَبَدًا***وَامْلأْ أَيَا صَاحِبِيْ مِنْ فِقْهِهِ القِرَبَا
47- وَالمنْتَقَىْ ثُمَّ فِيْ السِّتِّ الَّتِىْ اشْتَهَرَتْ***وَهَكَذَا سِرْ لِنَيْلِ المبْتَغَىْ خَبَبَا
48- وَفِيْ اصْطِلَاحَاتِهِ خُذْ نُخْبَةً حَسُنَتْ***مِنْ بَعْدِهَا خُذْ مِنْ الأَلْفِيِّةِ الأَرَبَا
49- وَالفِقْهَ فَلْتَدْرُسْ الآدَابَ مُبْتَدِئًا***وَالزَّادَ إِنَّ مَنِ اسْتَقْصَاهُ قَدْ قَرُبَا
50- وَعُمْدَةَ الفِقْهِ ثُمَّ المقْنِعَ اكْتَمَلَتْ***ثَلَاثَةٌ مَنْ حَوَاهَا أَدْرَكَ اللَّقَبَا
51- وَلْتُعَقِّبَنَّ ذَاكَ بِالمغْنِيْ فِإِنَّ بِهِ***فِقْهُ الخِلَافِ فَتَجْنِيْ مِنْهُ مَا غَلَبَا
52- وَفِيْ الأُصُوْلِ فَخُذْ مَتْنَ الجُوَيْنِيَ مَا***قَدْ خَطَّ مِنْ وَرَقَاتٍ مَتْنُهَا عَذُبَا
53- مِنْ بَعْدِهَا رَوْضَةٌ لِلنَّاظِرِ اكْتَمَلَتْ***فَاجْنِ العَنَاقِيْدَ مِنْهَا وَاقْطِفِ العِنَبَا
54- وَفِيْ المَوَارِيْثِ خُذْ مَا خَطَّهُ الرَّحَبِيْ***وَالْقِ الفَرَائِضَ بِالصَّدْرِ الَّذِيْ رَحُبَا
55- كَرِّرْ مَسَائِلَهَا وَاحْفَظْ أَدِلَتَهَا***وَلْتَعْرِفِ الجَمْعَ وَالأَجْزَاءَ وَالنِّسَبَا
56- وَاحْفَظْ مِنَ الشِّعْرِ مَا يُعْطِيْكَ مَقْدِرَةً***تُحْسِنْ بِهَا النُّطْقَ وَالتَّأْلِيْفَ وَالخُطَبَا
57- أَكْثِرْ مُرَاجَعَةَ القَامُوْسِ وَاسْتَفْتِهِ***فِإِنَّهُ الرُّكْنُ يَقْضِيْ الفَصْلَ إِنْ طُلِبَا تَـهْـلِــيْــلُ
58- وَهَكَذَا تُصْبِحُ الأَوْقَاتُ عَامِرَةً***بِالعِلْمِ تَسْبُرُ فِيْ إِدْرَاكِهِ الكُتُبَا
59- وَالأَصْلُ فِيْ ذَاكَ أَنْ تُأْخَذْ عَلَى رَجُلٍ***يَفْرِيْ بِحِنْكَتِهِ الشَّيْءَ الَّذِيْ صَعُبَا
فَصْلٌ فِيْ أَدَبِ الطَّالِبِ مَعَ شَيْخِهِ
60- وَلْتَرْعَ شَيْخَكَ بِالتَّقْدِيْرِ وَاسْتَمِعَنْ***إِلَيْهِ وَلْتَجْمَعِ التَّحْصِيْلَ وَالأَدَبَا
61- لَا لَا تُقَاطِعْهُ فِيْ دَرْسٍ فَتَقْطَعْهُ***عَنِ المرَادِ وَكُنْ لِلَّغْوِ مُجْتَنِبَا
62- لَا لَا تَقُلْ يَا فُلَانًا فَهْيَ مَنْقَصَةٌ***بَلْ قُلْ أَيَا شَيْخَنَا إِنْ كُنْتَ مُنْتَدِبَا
63- وَإِنْ بَدَا لَكَ شَيْءٌ فَانْصَحَنَّ لَهُ***لَا تُظْهِرِ الحِقْدَ عِنْدَ النُّصْحِ وَالغَضَبَا
64- وَإِنْ أرَدْتَ انْتِقَالًا عَنْ مَجَالِسِهِ***فَكُنْ هُدِيْتَ لإِذْنِ الشَّيْخِ مُصْطَحِبَا
65- فِإِنَّهُ نَاصِحٌ يُعْطِيْكَ خِبْرَتَهُ***مِنْ نُصْحِهِ تَقْطِفُ الرُمَّانَ وَالعِنَبَا
66- وَلْتَسْتَزِدْ مِنْهُ وَلْتَطْلُبْ فَوَائِدَهُ***فَالشَّيْخُ يُخْرِجُ دُرَّ العِلْمِ إِنْ طُلِبَا
67- وَلْتَكْتُبِ الدَّرْسَ وَلْتَعْلَمْهُ فِيْ أَدَبٍ***فَرُبَّمَا احْتَجْتَ يَوْمًا لِلَّذِيْ كُتِبَا
68- وَاحْذَرْ مُجَالَسَةَ الشَّخْصَ الَّذِيْ انْحَرَفَتْ***بِهِ الطَّرَائِقُ عَنْ دَرْبِ الهُدَى نَكَبَا
69- لَا يُؤْخَذِ العِلْمُ عَنْ أَهْلِ الهَوَى فِإِذَا***جَانَبْتَهُمْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الهُدَى الغُرَبَا
فَصْلٌ فِيْ أَدَبِ الزَّمَالَةَ
70- احْذَرْ مُعَاشَرَةَ النَّفْعِيِّ وَاجْتَنِبَنْ***مَنْ يَبْتَغِيْ لَذْةً إِنْ كُنْتَ مُصْطَحِبَا
71- وَذَا الفَضِيْلَةِ صَاحِبْ إِذْ بِصُحْبَتِهِ***تَلْقَىْ المـكَارِمَ وَالأَخْلَاقَ وَالدَّأَبَا
72- وَالنَّاسُ مِثْلُ القَطَا كُلٌ فَمُكْتَسِبٌ***لَاقَىْ مَثِيْلًا لَهُ فَارْتَاحَ واكْتَسَبَا
فَصْلٌ فِيْ آدَابِ الطَّالِبِ فِيْ حَيَاتِهِ العِلْمِيَّةِ
73- كُنْ فِيْ مَجَالِ الهُدَىْ ذُوْ هِمَّةٍ طَمَحَتْ***نَحْوَ العُلَا اجْتَازَتِ الآفَاقَ وَالسُّحُبَا
74- وَانْهَلْ مِنَ العِلْمِ فَالماضُوْنَ قَدْ تَرَكُوْا***لِلآخِرِيْنَ مَجَالًا فَاسْبُرِ الكُتُبَا
75- وَارْحَلْ لِتَأْخُذَ عَنْ شَيْخٍ تُلَازِمُهُ***فَإِنَّمَا أَبْرَكُ الأَعْمَالِ مَا طُلِبَا
76- وَاجْعَلْ لِنَفْسِكَ لِلأَبْحَاثِ تَذْكِرَةً***وَاحْفَظْ كِتَابَكَ مِمَّا يَجْلِبُ العَطَبَا
77- فِإِنْ جَمَعْتَ أُخَّيَ مَا تَسْتَعِيْنُ بِهِ***عَلَى العُلُوْمِ فَرَتِّبْ كُلَّ مَا كُتِبَا
78- وَاحْفَظْ مِنَ العِلْمِ شَيْئًا تَسْتَدِلُّ بِهِ***فَإِنَّمَا العِلْمُ حِفْظٌ فَافْهَمِ الطَّلَبَا
79- تَعَهَدِ الحِفْظَ مِنْ وَقْتٍ لِآخَرَ إِذْ***بَعْضُ المسَائِلِ إِنْ أَهْمَلْتَهُ ذَهَبَا
80- وَكُنْ فَقِيْهًا بِإِرْجَاعِ الفُرُوْعِ إِلَى***أُصُوْلِهَا فَحَرِيٌّ مِنْكَ أَنْ تَثِبَا
81- وَاعْرِفْ قَوَاعِدَ شَرْعِ اللهِ عَنْ نَظَرٍ***إِلِى العُمُوْمَاتِ فَالوَحْيَانِ مَا نَضَبَا
82- لَا تَفْزَعَنَّ إِذَا فَاتَتْكَ مَسْأَلَةٌ***وَلْتَدْعُ رَبَّكَ تَرْجُوْ حَلَهَا رَغَبَا
83- وَفِيْ التَّحَمُّلِ وَالإِبْلَاغِ فَاصْطَحِبَنْ***أَمَانَةَ العِلْمِ وَلْتَسْتَهْجِنِ الكَذِبَا
84- تَعَلَّمِ الصِّدْقَ قَبْلَ العِلْمِ تَطْلُبُهُ***فَصَاحِبُ الكِذْبِ عَنْ نَيْلِ المنَىْ حُجِبَا
85- وَنِصْفُ عِلْمِكَ "لَا أَدْرِيْ" فَإِنْ فُقِدَتْ***فَأَنْتَ نَحْوَ هَلَاكٍ تَسْحَبُ الذَّنَبَا
86- حَافِظْ عَلَى الوَقْتِ لِلْتَّحْصِيْلِ وَانْقَطِعَنْ***وَلتَثْنِ عِنْدَ أَسَاطِيْنِ الهُدَى الرُّكَبَا
87- لَاسِيَّمَا قَبْلَ أَنْ تَصْرِفْكَ مَشْغَلَةٌ***وَلْتَغْتَنِمْ قَبْلَ فَوْتِ عُوْدِكَ الرَّطِبَا
88- وَخُذْ لِنَفْسِكَ وَقْتًا تَسْتَجِمُّ بِهِ***مِنَ اللَّطَائِفِ شَيْئًا يَطْرُدِ التَّعَبَا
89- وَاعْرِضْ عَلَى الشَّيْخِ أَجْزَاءًا لِتَضْبِطَهَا***كَمَا الأَئِمَّةُ مِمَّنْ لِلْعُلَا وَثَبَا
90- وَإِنْ سَأَلْتَ فَسَلْ مِنْ غَيْرِ مَا عَنَتٍ***فَإِنْ أَجَابَكَ فَالْزَمْ عِنْدَهُ الأَدَبَا
91- لَا لَا تَقُلْ إِنَّ ذَاكَ الشَّيْخَ خَالَفَكُمْ***وَكُنْ لِأَخْلَاقِ أَهْلِ العِلْمِ مُنْتَسِبَا
92- وَاتْرُكْ مُجَادَلَةً يَحْتَفُّهَا لَغَطٌ***أَهْلُ السَّفَاهَةِ جَرُّوْا وَسْطَهَا ذَنَبَا
93- نَاظِرْ إِلِى الحَقِّ مَنْ يَبْغِيْهِ مُجْتَهِدًا***وَانْصَحْهُ بِاللُّطْفِ كُنْ فِيْ ذَاكَ مُحْتَسِبَا
94- اكْثِرْ مُذَاكَرَةً عِنْدَ الجُلُوْسِ إِلِى***أَهْلِ البَصَائِرِ مِمَّنْ أَدْمَنُوْا الكُتُبَا
95- فَفِيْ المطَارَحَةِ اسْتِحْضَارُ ذَاكِرَةٍ***إِذَا تَجَنَّبْتُمُ الإِسْفَافَ وَالشَّغَبَا
96- وَاسْتَكْمِلَنْ أَدَوَاتِ العِلْمِ فَهْيَ خُطًى***مِنْ غَيْرِهَا لَنْ يَكُوْنَ الفَنُّ مُقْتَرِبَا
فَصْلٌ فِيْ التَّحَلِّيْ بِالعَمَلِ
97- العِلْمُ يَهْتِفُ بِالأَعْمَالِ فَالْتَزِمَنْ***مَا يَقْتَضِيْ العِلْمَ نَهْيًا كَانَ أَوْ طَلَبَا
98- وَلِلْخَطِيْبِ كِتَابٌ قَدْ حَوَىْ دُرَرًا***فِيْ ذَاكَ فَاقْرَأْهُ كَيْ تَرْوِيْ بِهِ الجَدَبَا
99- أَدِّ الزَّكَاةَ بِبَذْلِ العِلْمِ تَزْكِيَةً***لَا تَكْتُمِ العِلْمَ وَاصْدَعْ بِالَّذِيْ وَجَبَا
100- صُنْ عِزَّةَ النَّفْسِ وَاحْمِ العِلْمَ مِنْ سَفَهٍ***فَإِنَّ مَنْ صَانَهُ يَرْقَىْ بِهِ الرُّتَبَا
101- وَاحْذَرْ مَسَالِكَ مَنْ رَامُوْا المنَاصِبَ لَمْ***يَحْمُوْا الوَلَايَةَ أَنْ يَغْشُوْا بِهَا الرِّيَبَا
102- وَاحْذَرْ مُدَاهَنَةً تَرْجُوْ بِهَا عَرَضًا***قُلْ مَا بَدَا لَكَ لَا تَسْتَعْمِلِ الكَذِبَا
103- وَلْتَجْمَعِ الكُتْبَ وَلْتَخْتَرْ أَحَاسِنَهَا***لَا لَا تُطِعْ فِيْ شِرَاءِ الكُتْبِ مَنْ عَتِبَا
104- خُذْ مِنْ رَسَائِلِ أَهْلِ العِلْمِ مَا نُسِجَتْ***عَلَى التَّعَمُّقِ فِيمَا غَاصَ وَاحْتَجَبَا
105- إِذَا اشْتَرَيْتَ كِتَابًا فَلْتَطُفْ عَجِلًا***عَلَى الَّذِيْ فِيْهِ وَلْتَسْتَخْبِرِ الكُتُبَا
106- وَلْتَعْرِفِ الاِصْطِلَاحَاتِ الَّتَيْ وَرَدَتْ***عِنْدَ المؤَلِّفِ تَسْتَثْمِرْ بِذَا التَّعَبَا
107- وَإِنْ كَتَبْتَ فَأَعْجِمْ ذَاكَ مُعْتَنِيًا***بِالنَّقْطِ وَالشَّكْلِ وَاضْبِطْ كُلَّ مَا صَعُبَا
فَصْلٌ فِيْ المَحَاذِيْرِ
108- إِيَّاكَ أَنْ تَدَّعِيْ مَا أَنْتَ فَاقِدَهُ***كَلَابِسٍ ثَوْبِ زُوْرٍ يَدَّعِيْ العَجَبَا
109- وَاخْشَ التَّصَدُرَ قَبْلَ الفِقْهِ وَاشْتَغِلَنْ***بِالضَّبْطِ وَالبَحْثِ وَاسْتِذْكَارِ مَا طُلِبَا
110- لَا لَا تُثِرْ شُبُهَاتٍ فِيْ إِثَارَتِهَا***مَا يَقْدَحُ الشَّكَ يُشْعِلُ بِالجَوَىْ الحَطَبَا
111- وَلْتَحْذَرِ اللَّحْنَ فِي الأَلْفَاظِ وَاجْتَهِدَنْ***فِي النَّحْوِ لَا لَا تُعِبْ فِيْ ذَلِكَ العَرَبَا
112- فَإِنَّمَا القَوْمُ قَدْ أَرْسَوْا قَوَاعِدَهُ***وَهَذَّبُــــوهُ إِلِىْ أَنْ لِلْـــوَرَىْ هَذُبَا
113- وَاحْذَرْ نِكَايَةَ أَعْدَاءٍ لَنَا نَصَبُوا***عَبْرَ الثَّقَافَةِ فَخًّا يَحْمِلُ العَطَبَا
114- وَلْتَحْذَرِ الجَدَلَ المرْدِيْ لأَوْدِيَةٍ***مِنْ الضَّلَالِ وَمِمَّا يُوْرِثُ الشَّجَبَا
115- لَا لَا تَحَزُّبَ فِيْ الإِسْلَامِ لَا سِمَةٌ***غَيْرَ الَّتِيْ اعْتَادَهَا أَسْلَافُنَا حُقُبَا
116- فِإِنَّمَا تِلْكَ أَحْزَابٌ تَتَبُعُهَا***يُرْدِيْ قِوَاكَ فَلَا تَنْعَبْ كَمَنْ نَعَبَا
117- اللهُ يَعْصِمُنَا مِنْ فِتْنَةٍ عَبَثَتْ***بِالنَّاسِ فَاسْتَعْجَلُوا الأَمْوَالَ وَالنُّشُبَا
118- إِنْ حُزْتَ ذَلِكَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَعْظَمَ مَا***يُرْدِيْ بِبُنْيَانِكَ العَالِيْ الَّذِيْ انْتَصَبَا
119- إِفْشَاءُ سِرِّكَ أَوْ نَقْلُ الكَلَامِ وَأَنْ***تَجْلِسَ لِمُبْتَدِعٍ فِيْ السُّوْءِ قَدْ رَغِبَا
120- أَوْ أَنْ تَكُوْنَ حَسُوْدًا حَاقِدًا لَسِنًا***أَوْ تُكْثِرَ المزْحَ بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّعِبَا
121- وَاقْصِرْ خُطَاكَ عَنِ الممْنُوْعِ وَانْصَرِفَنْ***عَنِ المحَارِمِ كَيْ تَسْتَكْمِلِ الأَدَبَا
122- وَاخْشَ الظُنُونَ وَلاَ تَجْلِسْ مَجَالِسَ مَنْ***إِتْيَانُهُمْ يَجْلِبُ الآثَامَ وَالرِّيَبَا
123- تَمَّتْ وَفِيْ خِتَمِهَا أُوْصِيْكَ فَاسْتَمِعَنْ***لِمَا أَقُوْلُ وُقِيْتَ المقْتَ وَالغَضَبَا
124- فَلْتَدْعُ رَبَّكَ يُعْتِقْ وَجْهَ نَاظِمِهَا***وَأَنْ يُجَنِّبْهُ النِّيْرَانَ وَاللَّهَبَا
تَمَّ نَظْمُهَا فِيْ 1417/7/26هـ
سُلْطَّانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَبْهَانٍ الشَمَّرِيُ
قَالَ الشَّيْخُ بَكْرُ أَبُوْ زَيْدٍ بَعْدَ قِرَاءَتِهِ لِلْمَنْظُوْمَّةِ:
"هَذِهِ المنْظُوْمَّةُ تَمَيَّزَتْ:
1- أَنَّهَا سَلِسَةٌ عَذْبَةٌ وَلَا إِشْكَالَ فِيِهَا .
2- أَنَّهَا أَتَتْ عَلَىْ المطْلُوْبِ مِنَ الكِتَابِ .
وَفَقَكَ اللهُ ... بَكْرُ أَبُوْ زَيْدِ".
1.ذَاتُ الوِشَاحِ تَغَنَّتْ وانْثَنَتْ طَرَبَا***وَأَشْغَلَتْكَ بِلَحْظٍ يَشْتَكِيْ التَّعَبَا
2.فَبِتَّ تَشْرَبُ مِنْ كَأْسِ الهَوَىْ جَذِلاً***حَتَّى سَكِرْتَ فَجُزْتَ النَّجْمَ وَالشُّهُبَا
3.فِيْ سَكْرَةِ العِشْقِ لَمْ تَبْرَحْ تَغُوْصُ بِهَا***فَأَسْلَمَتْكَ بِوَادِ الخِزْيِ مُنْقَلِبَا
4.لَمْ تَعْشَقِ المَجْدَ لَمْ تَكْلُّفْ بِطَلْبَتِهِ***وَلَوْ فَعَلْتَ لَحُزْتَ العِزَّ وَالحَسَبَا
5.وَالعِلْمُ أَثْمَنُ شَيٍّء أَنْتَ حَامِلُهُ***لَوْ كُنْتَ تُنْصِفُ فَاقَ الدُرَّ وَالذَّهَبَا
6.وَهَذِهِ حِلْيَةٌ قَدْ جِئْتُ أَنْظُمُهُا***قَدْ سُقْتُهَا بِلَطِيْفِ القَوْلِ مُحْتَسِبَا
7.فِيْ ثَوْبِ مُنْتَظِمٍ عَنْ خَيْرِ مُنْتَثَرٍ***مِمَّا تَتَبَّعَهُ الشَّيْخُ الَّذِيْ نَجَبَا
فَصْلٌ فِيْ أَدَبِ الطَّالِبِ فِيْ نَفْسِّهِ
8.أَصْلُ الأُصُوْلِ هُوَ الإِخْلاَصُ فَاجْتَهِدَنْ***وَجَرِّدِ القَلْبَ لِلْمَوْلَى تَنَلْ إِرَبَا
9.وَعالِجِ النَّفْسَ وَاحْمِلْهَا وَإِنْ كَرِهَتْ***وَابْذُلْ لِنَيْلِ مَقَامَاتِ العُلاَ سَبَبَا
10.لاَزِمْ مُرَاقَبَةَ المَوْلَى وَخَشْيَتَهُ***وَارْجِعْ لِرَبِكَ وَاسْتَعْصِمْ بِهِ هَرَبَا
11.بَلْ ( خَشْيَةُ اللهِ أَصْلُ العِلْمِ ) قَدْ أُثِرَتْ***هَذِيْ المَقُوْلَةُ عَمَّنْ أَحْرَزَ الرُّتَبَا
12.أَعْنِيِ ابْنَ حَنْبَلَ مَنْ فَاقَتْ مَنَاقِبُهُ***نَجْمُ السَّمَاءِ وَنَجْمُ الشَّيْخِ مَا غَرَبَا
13.وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ وَانْبِذْ كُلَّ دَاعِيَةٍ***لِلْكِبْرِيَاءِ وَأَلْزِمْ نَفْسَّكَ الأَدَبَا
14.وَالحِلْمَ وَالصَّبْرَ مَعْ حُسْنِ الوَقَارِ وَكُنْ***مَعَ التَّوَاضُعِ لِلإِخْلاَصِ مُنْتَسِبَا
15.وَلْتَحْذَرِ العُجْبَ مِنْ أَدْنَى دَقَائِقِهِ***حَتَّى مِنَ المَشْيِّ أَنْ تَرْمِى بِهِ طَرَبَا
16.وَلْتَحْبِسِ النَّفْسَ عَنْ حُبِّ الظُهُوْرِ فَمَنْ***أَصَابَهُ ذَاكَ حَازَ الخِّزْيَّ وَالتَّعَبَا
17.وَالزُّهْدَ فَالْزَمْهُ فَالزُّهَادُ رَايَتُهُمْ***خَيْرُ البَيَارِقِ إِنْ كُلٌّ لهَاَ نَصَبَا
18.وَاتْرُكْ مُطَارَدَةَ الدِّيْنَارِ وَا عَجَبًا***مِمَّنْ يُتَابِعْ مَا يُرْدِيِهِ وَا عَجَبَا
19.وَكُنْ عَلَىْ سَمْتِ أَهْلِ العِلْمِ مُهْتَدِيًا***بِهَدْيِهِمْ وَاتْرُكِ التَّضْيِيْعَ وَاللَّعِبَا
20.لاَ تُدْمِنَنَّ مُزَاحًا فَهْوَ مَنْقَصَةٌ***فَكَمْ مِنَ الشَّرِ وَالأَحْزَانِ قَدْ جَلَبَا
21.مَنْ يُكْثِرِ الشَّيْءَ يُجْعَلْ مِنْ خَصَائِصِهِ***بِئْسَ الَّذِيْ لِخِصَالِ السُّخْفِ قَدْ نُسِبَا
22.وَإِنَّمَا يُسْتَجَازُ المَزْحُ مُقْتَرِنًا***بِالسَّمْتِ وَالظَّرْفِ لاَ مِنْهُنَّ قَدْ سُلِبَا
23.أَفْشِ السَّلامَ وَلاَ تَبْطَرْ وَبُشَّ لِمَنْ***تَلْقَاهُ لاَ تَمْشِ بِالوَجْهِ الَّذِيْ شُحِبَا
24.قِفْ لِلْحُقُوْقِ وَلاَ تَأْنَفْ وَكُنْ رَجُلاً***فِيْ الحَقِّ لاَ تَغْشَ بَعْدَ العِفَّةِ الرِّيَبَا
25.وَاهْجُرْ تَنَعُّمَ أَهْلِ الزَّيْفِ تِلْكَ حُلَىً***تُؤَنِّثُ الطَبْعَ تُرْخِيْ الحِسَّ وَالعَصَبَا
26.مِنَ الْلِّبَاسِ تَزَيَّنْ وَلْتَكُنْ وَسَطًا***لاَ جَالِبًا سُخْطًا لاَ مُظْهِرًا كَذِبَا
27.لاَ تَجْلِسَنَّ بِنَادٍ فِيْهِ مَفْسَدَةٌ***وَارْفَعْ مَقَامَكَ أَنْ تَغْشَى بِهِ العَطَبَا
28.صُنْ مَا اكْتَسَبْتَ عَنِ الهَيْشَاتِ وَاجْتَهِدَنْ***فِيْ حِفْظِ نَفْسِكَ عَمَّا يُذْهِبُ الأَدَبَا
29.تَأَمَّلِ الأَمْرَ تُدْرِكْ لاَ تَكُنْ عَجِلاً***وَلِلْعِبَارَةِ حَرِّرْ ذَاكَ قَدْ وَجَبَا
فَصْلُ كَيْفِيَّةِ الطَّلَبِ وَالتَّلَقِّيْ
30- يَا مَنْ سَلَكْتَ طَرِيْقَ العِلْمِ مُجْتَهِدًا***فَلْتَسْتَمِعْ إِنْ أَرَدْتَ البَحْثَ وَالطَّلَبَا
31- خُذْ بِالأُصُوْلِ وَأَتْقِنْهَا فَإِنْ ثَبَتَتْ***فَقَدْ ضَرَبْتَ بِأَطْرَافِ العُلَا طَنَبَا
32- وَابْدَأْ بِمُخْتَصَرٍ وَاحْفَظْهُ مُعْتَنِيًا***بِضَبْطِهِ عِنْدَ شَيْخٍ فِيْ العُلَا رَغِبَا
33- لَا تَشْتَغِلْ بِتَفَارِيْقَ مُطَوَّلَةٍ***وَأَنْتَ لَمْ تُتْقِنِ الفَنَّ الَّذِيْ وَجَبَا
34- لَا تَنْتَقِلْ دُوْنَ مَا يَدْعُوْ لِمُخْتَصَرٍ***مِنْ بَعْدِ آخَرَ لَنْ تَكْسَبَ سِوَىْ نَصَبَا
35- قَيِّدْ فَوَائِدَ أَهْلِ العِلْمِ مُقْتَنِصًا***وَبِالضَّوَابِطِ فَاجْمَعْ كُلَّ مَا صَعُبَا
36- عَلَى طَرِيْقَةِ أَهْلِ العِلْمِ فَاعْنَ بِهَا***فَهَيْ الصِّرَاطُ لِبَاغِيْ العِلْمِ قَدْ ضُرِبَا
37- فَقَدْ تَدَّرَجَ أَهْلُ العِلْمِ فِيْ كُتُبٍ***فَخُذْ بِمَا دَرَسُوْا أَنْعِمْ بِهَا كُتُبَا
38- فَفِيْ البِدَايَةِ فِيْ التَّوْحِيْدِ خُذْ مَثَلًا***مَتْنَ الأُصُوْلِ لِشَيْخٍ أَحْرَزَ الرُّتُبَا
39- ثُمَّ القَوَاعِدَ ثُمَّ الكَشْفَ بَعْدَهُمَا***خُذْ مِنْ نَصِيْبِكَ فِي التَّوْحِيْدِ مَا وَجَبَا
40- وَفِيْ الصِّفَاتِ فَخُذْ عَقِيْدَةً كُتِبَتْ***لأَهْلِ وَاسِطَ فَهْيَ العَذْبُ مُنْسَكِبَا
41- ثُمَّ اسْتَمِرَّ بِكُتْبِ الشَّيْخِ فِيْ صَعَدٍ***مُسْتَبْطِئًا لَا تَكُنْ فِيْ العِلْمِ مُضْطَرِبَا
42- وَالنَّحْوَ مِنْ مُلْحَةِ الإِعْرَابِ تَبْدَأُهُ***وَقَدْ يُرِيْدُ فَتًى لِلْفَهْمِ مُنْتَدَبَا
43- وَالقَطْرَ لابْنِ هِشَامٍ وَالشُّرُوْحَ عَلَىْ***أَلْفِيَّةٍ سَلَكَتْ فِيْ بَابِهَا سَرَبَا
44- قَوِّمْ لِسَانَكَ بِالإِعْرَابِ وَاجْتَهِدَنْ***فَالْلَّحْنُ يُشْبِهُ فِيْ إِعْدَاءِهِ الجَرِبَا
45- وَفِيْ الحَدِيْثِ بِمَتْنِ الأَرْبَعِيْنَ فَإِنْ***حَفِظْتَهَا فَامْلأَنْ بِالعُمْدَةِ السَّغَبَا
46- أَمَّا البُلُوْغُ فَأتْقِنْ حِفْظَهُ أَبَدًا***وَامْلأْ أَيَا صَاحِبِيْ مِنْ فِقْهِهِ القِرَبَا
47- وَالمنْتَقَىْ ثُمَّ فِيْ السِّتِّ الَّتِىْ اشْتَهَرَتْ***وَهَكَذَا سِرْ لِنَيْلِ المبْتَغَىْ خَبَبَا
48- وَفِيْ اصْطِلَاحَاتِهِ خُذْ نُخْبَةً حَسُنَتْ***مِنْ بَعْدِهَا خُذْ مِنْ الأَلْفِيِّةِ الأَرَبَا
49- وَالفِقْهَ فَلْتَدْرُسْ الآدَابَ مُبْتَدِئًا***وَالزَّادَ إِنَّ مَنِ اسْتَقْصَاهُ قَدْ قَرُبَا
50- وَعُمْدَةَ الفِقْهِ ثُمَّ المقْنِعَ اكْتَمَلَتْ***ثَلَاثَةٌ مَنْ حَوَاهَا أَدْرَكَ اللَّقَبَا
51- وَلْتُعَقِّبَنَّ ذَاكَ بِالمغْنِيْ فِإِنَّ بِهِ***فِقْهُ الخِلَافِ فَتَجْنِيْ مِنْهُ مَا غَلَبَا
52- وَفِيْ الأُصُوْلِ فَخُذْ مَتْنَ الجُوَيْنِيَ مَا***قَدْ خَطَّ مِنْ وَرَقَاتٍ مَتْنُهَا عَذُبَا
53- مِنْ بَعْدِهَا رَوْضَةٌ لِلنَّاظِرِ اكْتَمَلَتْ***فَاجْنِ العَنَاقِيْدَ مِنْهَا وَاقْطِفِ العِنَبَا
54- وَفِيْ المَوَارِيْثِ خُذْ مَا خَطَّهُ الرَّحَبِيْ***وَالْقِ الفَرَائِضَ بِالصَّدْرِ الَّذِيْ رَحُبَا
55- كَرِّرْ مَسَائِلَهَا وَاحْفَظْ أَدِلَتَهَا***وَلْتَعْرِفِ الجَمْعَ وَالأَجْزَاءَ وَالنِّسَبَا
56- وَاحْفَظْ مِنَ الشِّعْرِ مَا يُعْطِيْكَ مَقْدِرَةً***تُحْسِنْ بِهَا النُّطْقَ وَالتَّأْلِيْفَ وَالخُطَبَا
57- أَكْثِرْ مُرَاجَعَةَ القَامُوْسِ وَاسْتَفْتِهِ***فِإِنَّهُ الرُّكْنُ يَقْضِيْ الفَصْلَ إِنْ طُلِبَا تَـهْـلِــيْــلُ
58- وَهَكَذَا تُصْبِحُ الأَوْقَاتُ عَامِرَةً***بِالعِلْمِ تَسْبُرُ فِيْ إِدْرَاكِهِ الكُتُبَا
59- وَالأَصْلُ فِيْ ذَاكَ أَنْ تُأْخَذْ عَلَى رَجُلٍ***يَفْرِيْ بِحِنْكَتِهِ الشَّيْءَ الَّذِيْ صَعُبَا
فَصْلٌ فِيْ أَدَبِ الطَّالِبِ مَعَ شَيْخِهِ
60- وَلْتَرْعَ شَيْخَكَ بِالتَّقْدِيْرِ وَاسْتَمِعَنْ***إِلَيْهِ وَلْتَجْمَعِ التَّحْصِيْلَ وَالأَدَبَا
61- لَا لَا تُقَاطِعْهُ فِيْ دَرْسٍ فَتَقْطَعْهُ***عَنِ المرَادِ وَكُنْ لِلَّغْوِ مُجْتَنِبَا
62- لَا لَا تَقُلْ يَا فُلَانًا فَهْيَ مَنْقَصَةٌ***بَلْ قُلْ أَيَا شَيْخَنَا إِنْ كُنْتَ مُنْتَدِبَا
63- وَإِنْ بَدَا لَكَ شَيْءٌ فَانْصَحَنَّ لَهُ***لَا تُظْهِرِ الحِقْدَ عِنْدَ النُّصْحِ وَالغَضَبَا
64- وَإِنْ أرَدْتَ انْتِقَالًا عَنْ مَجَالِسِهِ***فَكُنْ هُدِيْتَ لإِذْنِ الشَّيْخِ مُصْطَحِبَا
65- فِإِنَّهُ نَاصِحٌ يُعْطِيْكَ خِبْرَتَهُ***مِنْ نُصْحِهِ تَقْطِفُ الرُمَّانَ وَالعِنَبَا
66- وَلْتَسْتَزِدْ مِنْهُ وَلْتَطْلُبْ فَوَائِدَهُ***فَالشَّيْخُ يُخْرِجُ دُرَّ العِلْمِ إِنْ طُلِبَا
67- وَلْتَكْتُبِ الدَّرْسَ وَلْتَعْلَمْهُ فِيْ أَدَبٍ***فَرُبَّمَا احْتَجْتَ يَوْمًا لِلَّذِيْ كُتِبَا
68- وَاحْذَرْ مُجَالَسَةَ الشَّخْصَ الَّذِيْ انْحَرَفَتْ***بِهِ الطَّرَائِقُ عَنْ دَرْبِ الهُدَى نَكَبَا
69- لَا يُؤْخَذِ العِلْمُ عَنْ أَهْلِ الهَوَى فِإِذَا***جَانَبْتَهُمْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الهُدَى الغُرَبَا
فَصْلٌ فِيْ أَدَبِ الزَّمَالَةَ
70- احْذَرْ مُعَاشَرَةَ النَّفْعِيِّ وَاجْتَنِبَنْ***مَنْ يَبْتَغِيْ لَذْةً إِنْ كُنْتَ مُصْطَحِبَا
71- وَذَا الفَضِيْلَةِ صَاحِبْ إِذْ بِصُحْبَتِهِ***تَلْقَىْ المـكَارِمَ وَالأَخْلَاقَ وَالدَّأَبَا
72- وَالنَّاسُ مِثْلُ القَطَا كُلٌ فَمُكْتَسِبٌ***لَاقَىْ مَثِيْلًا لَهُ فَارْتَاحَ واكْتَسَبَا
فَصْلٌ فِيْ آدَابِ الطَّالِبِ فِيْ حَيَاتِهِ العِلْمِيَّةِ
73- كُنْ فِيْ مَجَالِ الهُدَىْ ذُوْ هِمَّةٍ طَمَحَتْ***نَحْوَ العُلَا اجْتَازَتِ الآفَاقَ وَالسُّحُبَا
74- وَانْهَلْ مِنَ العِلْمِ فَالماضُوْنَ قَدْ تَرَكُوْا***لِلآخِرِيْنَ مَجَالًا فَاسْبُرِ الكُتُبَا
75- وَارْحَلْ لِتَأْخُذَ عَنْ شَيْخٍ تُلَازِمُهُ***فَإِنَّمَا أَبْرَكُ الأَعْمَالِ مَا طُلِبَا
76- وَاجْعَلْ لِنَفْسِكَ لِلأَبْحَاثِ تَذْكِرَةً***وَاحْفَظْ كِتَابَكَ مِمَّا يَجْلِبُ العَطَبَا
77- فِإِنْ جَمَعْتَ أُخَّيَ مَا تَسْتَعِيْنُ بِهِ***عَلَى العُلُوْمِ فَرَتِّبْ كُلَّ مَا كُتِبَا
78- وَاحْفَظْ مِنَ العِلْمِ شَيْئًا تَسْتَدِلُّ بِهِ***فَإِنَّمَا العِلْمُ حِفْظٌ فَافْهَمِ الطَّلَبَا
79- تَعَهَدِ الحِفْظَ مِنْ وَقْتٍ لِآخَرَ إِذْ***بَعْضُ المسَائِلِ إِنْ أَهْمَلْتَهُ ذَهَبَا
80- وَكُنْ فَقِيْهًا بِإِرْجَاعِ الفُرُوْعِ إِلَى***أُصُوْلِهَا فَحَرِيٌّ مِنْكَ أَنْ تَثِبَا
81- وَاعْرِفْ قَوَاعِدَ شَرْعِ اللهِ عَنْ نَظَرٍ***إِلِى العُمُوْمَاتِ فَالوَحْيَانِ مَا نَضَبَا
82- لَا تَفْزَعَنَّ إِذَا فَاتَتْكَ مَسْأَلَةٌ***وَلْتَدْعُ رَبَّكَ تَرْجُوْ حَلَهَا رَغَبَا
83- وَفِيْ التَّحَمُّلِ وَالإِبْلَاغِ فَاصْطَحِبَنْ***أَمَانَةَ العِلْمِ وَلْتَسْتَهْجِنِ الكَذِبَا
84- تَعَلَّمِ الصِّدْقَ قَبْلَ العِلْمِ تَطْلُبُهُ***فَصَاحِبُ الكِذْبِ عَنْ نَيْلِ المنَىْ حُجِبَا
85- وَنِصْفُ عِلْمِكَ "لَا أَدْرِيْ" فَإِنْ فُقِدَتْ***فَأَنْتَ نَحْوَ هَلَاكٍ تَسْحَبُ الذَّنَبَا
86- حَافِظْ عَلَى الوَقْتِ لِلْتَّحْصِيْلِ وَانْقَطِعَنْ***وَلتَثْنِ عِنْدَ أَسَاطِيْنِ الهُدَى الرُّكَبَا
87- لَاسِيَّمَا قَبْلَ أَنْ تَصْرِفْكَ مَشْغَلَةٌ***وَلْتَغْتَنِمْ قَبْلَ فَوْتِ عُوْدِكَ الرَّطِبَا
88- وَخُذْ لِنَفْسِكَ وَقْتًا تَسْتَجِمُّ بِهِ***مِنَ اللَّطَائِفِ شَيْئًا يَطْرُدِ التَّعَبَا
89- وَاعْرِضْ عَلَى الشَّيْخِ أَجْزَاءًا لِتَضْبِطَهَا***كَمَا الأَئِمَّةُ مِمَّنْ لِلْعُلَا وَثَبَا
90- وَإِنْ سَأَلْتَ فَسَلْ مِنْ غَيْرِ مَا عَنَتٍ***فَإِنْ أَجَابَكَ فَالْزَمْ عِنْدَهُ الأَدَبَا
91- لَا لَا تَقُلْ إِنَّ ذَاكَ الشَّيْخَ خَالَفَكُمْ***وَكُنْ لِأَخْلَاقِ أَهْلِ العِلْمِ مُنْتَسِبَا
92- وَاتْرُكْ مُجَادَلَةً يَحْتَفُّهَا لَغَطٌ***أَهْلُ السَّفَاهَةِ جَرُّوْا وَسْطَهَا ذَنَبَا
93- نَاظِرْ إِلِى الحَقِّ مَنْ يَبْغِيْهِ مُجْتَهِدًا***وَانْصَحْهُ بِاللُّطْفِ كُنْ فِيْ ذَاكَ مُحْتَسِبَا
94- اكْثِرْ مُذَاكَرَةً عِنْدَ الجُلُوْسِ إِلِى***أَهْلِ البَصَائِرِ مِمَّنْ أَدْمَنُوْا الكُتُبَا
95- فَفِيْ المطَارَحَةِ اسْتِحْضَارُ ذَاكِرَةٍ***إِذَا تَجَنَّبْتُمُ الإِسْفَافَ وَالشَّغَبَا
96- وَاسْتَكْمِلَنْ أَدَوَاتِ العِلْمِ فَهْيَ خُطًى***مِنْ غَيْرِهَا لَنْ يَكُوْنَ الفَنُّ مُقْتَرِبَا
فَصْلٌ فِيْ التَّحَلِّيْ بِالعَمَلِ
97- العِلْمُ يَهْتِفُ بِالأَعْمَالِ فَالْتَزِمَنْ***مَا يَقْتَضِيْ العِلْمَ نَهْيًا كَانَ أَوْ طَلَبَا
98- وَلِلْخَطِيْبِ كِتَابٌ قَدْ حَوَىْ دُرَرًا***فِيْ ذَاكَ فَاقْرَأْهُ كَيْ تَرْوِيْ بِهِ الجَدَبَا
99- أَدِّ الزَّكَاةَ بِبَذْلِ العِلْمِ تَزْكِيَةً***لَا تَكْتُمِ العِلْمَ وَاصْدَعْ بِالَّذِيْ وَجَبَا
100- صُنْ عِزَّةَ النَّفْسِ وَاحْمِ العِلْمَ مِنْ سَفَهٍ***فَإِنَّ مَنْ صَانَهُ يَرْقَىْ بِهِ الرُّتَبَا
101- وَاحْذَرْ مَسَالِكَ مَنْ رَامُوْا المنَاصِبَ لَمْ***يَحْمُوْا الوَلَايَةَ أَنْ يَغْشُوْا بِهَا الرِّيَبَا
102- وَاحْذَرْ مُدَاهَنَةً تَرْجُوْ بِهَا عَرَضًا***قُلْ مَا بَدَا لَكَ لَا تَسْتَعْمِلِ الكَذِبَا
103- وَلْتَجْمَعِ الكُتْبَ وَلْتَخْتَرْ أَحَاسِنَهَا***لَا لَا تُطِعْ فِيْ شِرَاءِ الكُتْبِ مَنْ عَتِبَا
104- خُذْ مِنْ رَسَائِلِ أَهْلِ العِلْمِ مَا نُسِجَتْ***عَلَى التَّعَمُّقِ فِيمَا غَاصَ وَاحْتَجَبَا
105- إِذَا اشْتَرَيْتَ كِتَابًا فَلْتَطُفْ عَجِلًا***عَلَى الَّذِيْ فِيْهِ وَلْتَسْتَخْبِرِ الكُتُبَا
106- وَلْتَعْرِفِ الاِصْطِلَاحَاتِ الَّتَيْ وَرَدَتْ***عِنْدَ المؤَلِّفِ تَسْتَثْمِرْ بِذَا التَّعَبَا
107- وَإِنْ كَتَبْتَ فَأَعْجِمْ ذَاكَ مُعْتَنِيًا***بِالنَّقْطِ وَالشَّكْلِ وَاضْبِطْ كُلَّ مَا صَعُبَا
فَصْلٌ فِيْ المَحَاذِيْرِ
108- إِيَّاكَ أَنْ تَدَّعِيْ مَا أَنْتَ فَاقِدَهُ***كَلَابِسٍ ثَوْبِ زُوْرٍ يَدَّعِيْ العَجَبَا
109- وَاخْشَ التَّصَدُرَ قَبْلَ الفِقْهِ وَاشْتَغِلَنْ***بِالضَّبْطِ وَالبَحْثِ وَاسْتِذْكَارِ مَا طُلِبَا
110- لَا لَا تُثِرْ شُبُهَاتٍ فِيْ إِثَارَتِهَا***مَا يَقْدَحُ الشَّكَ يُشْعِلُ بِالجَوَىْ الحَطَبَا
111- وَلْتَحْذَرِ اللَّحْنَ فِي الأَلْفَاظِ وَاجْتَهِدَنْ***فِي النَّحْوِ لَا لَا تُعِبْ فِيْ ذَلِكَ العَرَبَا
112- فَإِنَّمَا القَوْمُ قَدْ أَرْسَوْا قَوَاعِدَهُ***وَهَذَّبُــــوهُ إِلِىْ أَنْ لِلْـــوَرَىْ هَذُبَا
113- وَاحْذَرْ نِكَايَةَ أَعْدَاءٍ لَنَا نَصَبُوا***عَبْرَ الثَّقَافَةِ فَخًّا يَحْمِلُ العَطَبَا
114- وَلْتَحْذَرِ الجَدَلَ المرْدِيْ لأَوْدِيَةٍ***مِنْ الضَّلَالِ وَمِمَّا يُوْرِثُ الشَّجَبَا
115- لَا لَا تَحَزُّبَ فِيْ الإِسْلَامِ لَا سِمَةٌ***غَيْرَ الَّتِيْ اعْتَادَهَا أَسْلَافُنَا حُقُبَا
116- فِإِنَّمَا تِلْكَ أَحْزَابٌ تَتَبُعُهَا***يُرْدِيْ قِوَاكَ فَلَا تَنْعَبْ كَمَنْ نَعَبَا
117- اللهُ يَعْصِمُنَا مِنْ فِتْنَةٍ عَبَثَتْ***بِالنَّاسِ فَاسْتَعْجَلُوا الأَمْوَالَ وَالنُّشُبَا
118- إِنْ حُزْتَ ذَلِكَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَعْظَمَ مَا***يُرْدِيْ بِبُنْيَانِكَ العَالِيْ الَّذِيْ انْتَصَبَا
119- إِفْشَاءُ سِرِّكَ أَوْ نَقْلُ الكَلَامِ وَأَنْ***تَجْلِسَ لِمُبْتَدِعٍ فِيْ السُّوْءِ قَدْ رَغِبَا
120- أَوْ أَنْ تَكُوْنَ حَسُوْدًا حَاقِدًا لَسِنًا***أَوْ تُكْثِرَ المزْحَ بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّعِبَا
121- وَاقْصِرْ خُطَاكَ عَنِ الممْنُوْعِ وَانْصَرِفَنْ***عَنِ المحَارِمِ كَيْ تَسْتَكْمِلِ الأَدَبَا
122- وَاخْشَ الظُنُونَ وَلاَ تَجْلِسْ مَجَالِسَ مَنْ***إِتْيَانُهُمْ يَجْلِبُ الآثَامَ وَالرِّيَبَا
123- تَمَّتْ وَفِيْ خِتَمِهَا أُوْصِيْكَ فَاسْتَمِعَنْ***لِمَا أَقُوْلُ وُقِيْتَ المقْتَ وَالغَضَبَا
124- فَلْتَدْعُ رَبَّكَ يُعْتِقْ وَجْهَ نَاظِمِهَا***وَأَنْ يُجَنِّبْهُ النِّيْرَانَ وَاللَّهَبَا
تَمَّ نَظْمُهَا فِيْ 1417/7/26هـ
سُلْطَّانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَبْهَانٍ الشَمَّرِيُ
قَالَ الشَّيْخُ بَكْرُ أَبُوْ زَيْدٍ بَعْدَ قِرَاءَتِهِ لِلْمَنْظُوْمَّةِ:
"هَذِهِ المنْظُوْمَّةُ تَمَيَّزَتْ:
1- أَنَّهَا سَلِسَةٌ عَذْبَةٌ وَلَا إِشْكَالَ فِيِهَا .
2- أَنَّهَا أَتَتْ عَلَىْ المطْلُوْبِ مِنَ الكِتَابِ .
وَفَقَكَ اللهُ ... بَكْرُ أَبُوْ زَيْدِ".
أم سلمة السلفية- عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 22/01/2013
مواضيع مماثلة
» أشعر بتقصير فى طلب العلم فهل من توجيه؟
» طلب العلم مقدّم على الجهاد / للشيخ عبد العزيز بن باز
» العلم الذي يحتاجه الداعي / للشيخ عبد العزيز بن باز
» حكم طلب العلم للمرأة في الأماكن البعيدة / للشيخ عبد الله الإمام
» كلام أهل العلم في تحريم التصوير و الرد على من أباحه من أجل التعليم
» طلب العلم مقدّم على الجهاد / للشيخ عبد العزيز بن باز
» العلم الذي يحتاجه الداعي / للشيخ عبد العزيز بن باز
» حكم طلب العلم للمرأة في الأماكن البعيدة / للشيخ عبد الله الإمام
» كلام أهل العلم في تحريم التصوير و الرد على من أباحه من أجل التعليم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى